يكون بعض الأشخاص أغنياء بطريقة غامضة. فطبقا لمجلة Forbes يعتبر Jeff Bezos مؤسس شركة Amazon هو أغني شخص في العالم بثروة تقدر ب113$ مليار، والتي تعتبر إجمالي الناتج المحلي ل Myanmar و Cambodia و Laos مجتمعين والتي بها حوالي 74 مليون شخص.
و بالتأكيد في عصرنا الحالي الذي مكنت فيه التكنولوجيا من خلق وتعزيز الثروة التي لا يمكن حقا فهمها ونحن نعيش في الفترة الحالية بين أغنى الأفراد في التاريخ. ولكن اتضح أننا لم نكن كذلك، فقد عاش أغنى الأفراد في التاريخ في أزمنة سابقة في عصور كان فيها من الصعب قياس الثروة نقية.

ملخص المفاهيم الرئيسية
- يعتبر Jeff Bezos و Bill Gates أغنى الأشخاص في العالم حاليا أو كما يسموا أغني 1% ولكن ليس بمعنى الأغنى في كل العصور فهما لم يطابقا المعايير.
- ففي التاريخ كان هناك أشخاص أغنى من بليونيرات العصر الحالي وخصوصا عند الوضع في الاعتبار هؤلاء الذين كانت نفقاتهم تؤثر على الصحة العامة للاقتصاد خلال الوقت الذي كانوا يعيشون فيه.
- في القرن الرابع عشر أنفق إمبراطور الإمبراطورية المالية Mansa Musa بإفراط شديد حتى أصاب القاهرة والمدينة المنورة بتضخم. *كان الإمبراطور Atahualpa غنى جدا لدرجة أن الذهب والفضة اللاتي تم توزيعهم على أوروبا بعد موته سببت تضخم كبير وركود اقتصادي.
أغني الأشخاص قديما
منGenghis Khan حتىJ.P. Morgan
يعتبر تقدير الثروة في العصور الماضية صعب، لان معنى أن تكون غنيا يختلف من حقبة لحقبة. فكيف يمكنك تقييم ممتلكات أباطرة الفرس؟ وهل تضاعف وزن كنوز Genghis Khan بالأونصة بمقدار 1,863.41$ (وهو السعر الحالي للذهب بالأونصة في يناير 2021) يخبرك بماهية قيمة ثروته الحقيقة في ذلك الوقت.
ففي علم الاقتصاد حيث لا وجود لشيء اسمه عملة حقيقية، تفرض الضرائب على الشعير او علي الاموال.
فعلي سبيل المثال Marcus Licinius Crassus والذي تقدر ثروته ب2$ تريليون ويعد مستثمر القيمة الأصلي وقد اشترى مساحات كبيرة من روما عندما كانت مشتعلة وأرسل فقط جيشا من البناءين والمهندسين المعماريين العبيد ليطفاوا النيران إذا ما دفع المالكون وعندما قاد Spartacus ثورة في عام 73 ق. م أوفد Crassus وحده فيلقين في الميدان.
وتقول الأسطورة إنه توفى عندما تم صب ذهب سائل في فمه وهو رمز قوى يدل على تعطشه للثراء. نحن لسنا بحاجة للعودة للعصور القديمة لنجد أشخاصا ذوي ثروة لا تفسير لها بحق، حيث كان يمتلك John D. Rockfeller من 400$ مليار إلى 650$ مليار نسبة إلي التقارير.

وكان J. P. Morgan المقرض و الملجئ الأخير الذي وضع الاقتصاد في حالة استقرار خلال فترة القرض الضخم للحكومة والذي لحقه فترة ذعر 1893 وذلك قبل إنشاء The Federal Reserve. وأكن بدلا من محاولة قياس الثروة بمعايير ثابتة، ربما من الأفضل النظر إلى من كان غنيا جدا في زمنهم ومكانهم للدرجة التي تجعلهم هم كأشخاص من يحددون قيمة المال.
يوجد نوعان من البشر في كل العصور يتحكمان في ثروة ضخمة متصلة بكل شخص آخر يقوم بانفاقها ( تطوعا أو لا) وبإمكانهم إرسال اقتصاد العالم المعروف إلى هبوط لولبي. معلومة سريعة: يعتبر Jeff Bezos مؤسس شركة Amazon و Bill Gates مؤسس شركة Microsoft و Warren Buffett مؤسس شركة Berkshire Hathaway هم أغنى الأشخاص في العالم الحالي.
Mansa Musa
ذهب الإمبراطور المالي Mansa Musa في عام 1324 للحج، وهي زيارة مقدسة يقوم فيها المسلم بزيارة مكة. وقد تكونت حاشيته مما ما يقارب 60000 شخص وكمية من الذهب ترسل صدى صوت يعبر الشرق الأوسط كله. وقد أغدق على المدن التي زارها بالذهب ليهبها للفقراء بهدف بناء مسجد جديد كل جمعة.
وقد أنفق ببذخ خاصة في القاهرة والمدينة والمنورة، وقد أرسل التدفق المفاجئ للمال أسعار البضائع اليومية للتحليق. مدركا بذلك أنه تسبب في موجه من التضخم وإصابة إقليم كامل بكارثة شرع في برنامج تخفيف كمي ووضع كل ذهب القاهرة في قرض بسعر فائدة عالي. فقد كان رجلا واحدا يدير عجلة الاقتصاد الكلى.
وطبقا ل A. J. H. Goodwin لم يمتلك أحد من قبل هذا النوع من التأثير الفردي على اقتصاد شرقي البحر الأبيض المتوسط.
Atahualpa
ولكن ماذا عن الأمريكتين؟ . في عام1532 انتهت الحرب الضارية على الخلافة بين الأخوين غير شقيقين Atahualpa و Huascar وبدأت إمبراطورية الأنكا بعملية التعافي. وتعتبر القضايا وخاصة التي تحمل مفهوم اقتصادي خطيرة عند التعامل مع إمبراطورية الأنكا.
إنها الحضارة الوحيدة المعقدة ذات نطاق واسع في التاريخ التي تطورت بدون أي مظهر من مظاهر السوق التجاري فلم يكن هناك أي مفهوم عن المال على الإطلاق. عوضا عن ذلك نظمت الدولة كلها كنوع من الوحدة العائلية وألانكا (الإمبراطور) هو الذي يتحكم بكل شيء، من حيث الطعام، الملابس، البضائع الفخمة، البيوت والأشخاص.

و كرجل فقد خدمت الإمبراطور كفلاح، عامل، حرفي أو جندي، وفي المقابل تم تزويدك بكل شيء أنت تحتاجه للبقاء على قيد الحياة فحتى الزوجات يعتبرن هدايا من الأنكا وعندما نصب الفاتحون الأسبان كمينا لAtahualpa في Cajamarca وأخذوه كأسير، استطاع جمع فدية ليس كأي شخص وتعبئة غرفة كبيرة بالذهب.
كانت سلطته غير مشكك بها عالاطلاق لدرجة أنه كان يستطيع امتلاك معابد كاملة منحوتة من الذهب وقد فعل. نظريا لم يكن هناك أي شيء في الإمبراطورية لا يملكه.
في حين أن الشخصية نفسها تعتبر بلا فائدة بدرجة كبيرة في السياق إلا أن الفدية التي دفعتها كانت تقدر بأكثر من 230$ مليون( استنادا لحسابات John Hemming) وقد قتله الأسبان على أي حال واستولوا على إمبراطوريته، ولكن تسببت ثروته من الذهب والفضة والتي تقدر ببلايين الدولارات والتي فاضت على أوروبا بعد عام 1500 بحدوث تضخم هائل وأزمة اقتصادية امتدت طويلا. و كانت أغلب الكميات الضخمة من الذهب التي أغرقت اقتصاد أوروبا في القرن السادس عشر قادمة من Atahualpa.