في الاتحاد الأوروبي، يعتبر البنك المركزي الأوروبي ECB هو الهيئة المصرفية المركزية الرئيسية المسؤولة عن إدارة السياسة النقدية في جميع أنحاء منطقة اليورو، وهو مكون مهم للاتحاد الأوروبي ويضم البنوك المركزية لجميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. تم إنشاء ECB في 1998، وقد تمت إدارته من قبل ماريو دراجي منذ عام 2011.
يشغل دراجي حاليا منصب رئيس البنك المركزي الأوروبي، ولكن قبل أن يشغل هذا المنصب كان له تاريخ مهني لامع. فقبل أن يشغل هذا المنصب شغل أيضا منصب المحافظ على بنك إيطاليا، وعضو سابق في البنك الدولي، ومدير للقسم الدولي في بنك Goldman Sachs.
نشأت ماريو دراجي
ولد ماريو دراجي في روما في إيطاليا. كان والده يعمل كمصرفي أيضا. كان أكبر أبناءه الثلاثة، وقد درس الاقتصاد في معهد Massimiliano Massimo وجامعة La Sapienza، وحصل على درجة الدكتوراه في هذا الموضوع في معهد Massachusetts للتكنولوجيا.
في بداية حياته المهنية، عمل دراجي في هيئة التدريس في مؤسسات من ضمنها جامعة فلورنسا وكلية John F. Kennedy للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد.
حياته المهنية في البنك الدولي، الخزانة الإيطالية وبنك Goldman Sachs
من 1984 وحتى أوائل القرن الحادي والعشرين، عمل ماريو دراجي لصالح عدد من المؤسسات البنكية العالمية المرموقة. فقد كان المدير التنفيذي الإيطالي للبنك الدولي منذ عام 1984 وحتى عام 1990.
بالنسبة للعشر سنين التالية، منذ 1991 حتى 2001، شغل منصب المدير العام للخزانة الإيطالية. كجزء من عمله في الخزانة، ترأس اللجنة التي قامت بمراجعة وتجديد تشريعات الشركات الإيطالية والتشريعات المالية الإيطالية. كانت الخبرة التي حصل عليها كعضو في مجلس إدارة عدد من البنوك والشركات الإيطالية من ضمنهم Banca Nazionale del Lavoro وIstituto per la Ricostruzione Industriale، حاسمة في ذلك الوقت.
من عام 2002 حتى 2005، أصبح دراجي نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لبنك Goldman Sachs International، وبهذا المنصب، استطاع تطوير استراتيجية الشركة في السوق الأوروبي وعمل بشكل وثيق مع كلا من الشركات الأوروبية الكبيرة والحكومات الأوروبية.
بنك إيطاليا
بعد الفترة التي قضاها في بنك Goldman Sachs، عاد دراجي إلى الجانب الحكومي من الخدمات المصرفية، وقد أصبح المحافظ على بنك إيطاليا في أواخر 2005، وبعد عدة أشهر قليلة، تم انتخابه لمنصب رئيس منتدى الاستقرار المالي.
كان منتدى الاستقرار المالي (الذي تمت إعادة تسميته بمجلس الاستقرار المالي في عام 2009 بطلب من دول أعضاء مجموعة العشرين G20) هو المسؤول عن جمع البنوك المركزية والحكومات للدول الأعضاء للتحقيق وتعزيز الاستقرار المالي عبر الحدود الدولية. شغل دراجي منصب محافظ على بنك إيطاليا حتى نهاية عام 2011.
البنك الأوروبي المركزي
سمح له منصب محافظ البنك الإيطالي، أن يعمل بشكل وثيق مع Jean Claude Trichet، رئيس البنك المركزي ECB آنذاك، لتطوير توصيات السياسة الاقتصادية للحكومة الإيطالية. جزئيا بسبب هذا التعاون الوثيق، تم ذكر دراجي مرات عدة كالخليفة المحتمل لTrichet، الذي انتهت فترته في أواخر 2011.
خلال عام 2011، اتخذت المنشورات المالية في جميع أنحاء العالم مواقف دعم لعدة مرشحين لمنصب الرئيس. على الرغم من أن ماريو دراجي تم تركه من بعضهم مثل German weekly paper Die Zeit، اقترح البعض الآخر مثل The Economist، و Germany’s Bild، أن دراجي سيكون أفضل مرشح لهذا المنصب.
في مارس 2011، تبنى مجلس الاتحاد الأوروبي توصية بترشيح ماريو دراجي لرئاسة البنك المركزي الأوروبي ECB، وقد وافق البرلمان الأوروبي و ECB نفسه على هذا الترشيح، مؤكدين تعيينه في يونيو 2011. تولى دراجي قيادة المنصب عند انتهاء مدة الثماني سنوات لTrichet في نهاية أكتوبر 2011.
يملك دراجي فترة ثماني سنوات أيضا غير قابلة للتجديد وسيكون رئيس ECB حتى 31 أكتوبر 2019. من المتوقع أن تبدأ عملية تقرير من سيكون خليفته بشكل جدي في الأشهر الأولى من عام 2019.
كرئيس للبنك المركزي الأوروبي ECB، لعب دراجي دور رئيسي في عدد من التطورات الاقتصادية المهمة. في ديسمبر عام 2011، بعد فترة قصيرة من استلامه المنصب، أشرف على قرض بقيمة 640$ مليار لمدة ثلاث سنوات من البنك المركزي الأوروبي إلى البنوك الأوروبية. كما شارك بشكل وثيق في إعادة هيكلة الديون اليونانية.
في فبراير 2012، بدأ دراجي جولة أخرى من القروض من البنك المركزي الأوروبي إلى البنوك الأوروبية. كان جزء من نشاط دراجي كرئيس البنك المركزي الأوروبي ECB لتأييد استمرار منطقة اليورو. في عام 2015 وضح أن دول الاتحاد الأوروبي EU “لم تصل بعد إلى مرحلة الاتحاد النقدي الحقيقي”، مضيفا أن هذا من شأنه أن يعرض للخطر “نجاح الاتحاد النقدي الطويل المدى عند مواجهة صدمة كبيرة”.
كان دراجي مؤيد صريح لتحسين الأداء الاقتصادي لدول منطقة اليورو. واجه ماريو دراجي انتقاد في مركزه مع ECB، وذلك يرجع إلى حد كبير إلى علاقاته مع بنك Goldman Sachs وبسبب عضويته فيما يدعى مجموعة الثلاثين، وهي مجموعة خاصة من جماعات الضغط المالية.