إن عمليات الاحتيال والسرقة المالية لم تعد تقتصر فقط على مستوى الأشخاص، وإنما تعدى الأمر ليصل إلى مستوى الشركات، حيث انهارت العديد من الشركات والمؤسسات التجارية الكبيرة بسبب عمليات الاحتيال والاختلاس هذه، وتتحول هذه الممارسات إلى فضائح يسمع عنها كل شخص في العالم وتتداولها وسائل الإعلام، وقد يصل الأمر إلى سلسة طويلة من المحاكمات والمطاردات والمجادلات القانونية.
ومن ضمن الأسماء الكبيرة التي طالتها عمليات الاحتيال هذه هي شركة تايكو الدولية. سنتحدث في في الأسطر التالية عن هذه الشركة وتاريخها وما هي الفضيحة المالية التي وقعت فيها.
نبذة عن شركة تايكو الدولية “Tyco International”
هذه الشركة هي شركة متخصصة في تصنيع وإنتاج أنظمة الأمان والحراسة، ومقرها الرئيسي في مجينة كورك في إيرلندا. هذه الشركة تقوم بتصنيع أنظمة الأمان والحراسة، بالإضافة إلى أنظمة مكافحة الحريق. تأسست الشركة في عام 1960م على يد آرثر جوسينبرج.
في عام 2016، تم العلان عن صفقة استحواذ على شركة جونسون الدولية أنظمة التحكم لتنضم إلى شركة تايكو الدولية “Tyco International”.
فضيحة شركة تايكو
تبدأ ملابسات هذه الفضيحة في عام 2002م، حينها كان الرئيس التنفيذي للشركة هو دنيس كوزلفسكي (Dennis Kozlowski)، والمدير المالي هو مارك سوارتز (Mark Swartz). تم توجيه اتهام لهذيم الشخصين بسرقو واحتيال أموال من الشركة تقدر بحوالي 600 مليون دولار أمريكي. تمت هذه عملية الاحتيال والسرقة هذه في شكل مبيعات وهمية يتم إصدار وثائق مزورة لها، بالإضافة إلى القروض الغير معتمدة والممارسات المالية الغير قانونية الأخرى، الأمر الذي أصبح يربك المستثمرين في الشركة من تدني أرباحهم، وهو ما دفع الكثير منهم إلى استدعاء لجنة تحقيق للنظر في ملابسات هذه التعاملات المالية المجهولة، والنقص في إيرادات الشركة. تبعاً لهذه اللجنة تم الكشف عن هناك ما يقرب من 600 مليون دولار أمريكي تم اختلاسهم من الشركة في شكل قروض ومبيعات مزورة.
تمت عملية الاختلاس هذه بالتعاون ما بين دنيس كوزلفسكي (Dennis Kozlowski) الرئيس التنفيذي للشركة والمدير المالي مارك سوارتز (Mark Swartz)، والذين قاموا ببيع أسهم للشركة دون إذن وموافقة المساهمين والمستثمرين بقيمة ما يقرب من 430 دولار أمريكي، كما حصلوا على قروض بفوائد منخفضة بقيمة 170 دولار أمريكي، ثم هربوا بهذه الأموال خارج البلاد لتكتمل أركان عملية الاحتيال والاختلاس هذه. وكان لابد من مساعدة قانونية تحميهم لإتمام عملية السرقة بنجاح، وهو ما قدمه السيد مارك بيلنيك مدير الشؤون المالية للشركة ليساعدهما في اختلاس هذه الأموال.
في مستهل عام 2002، بدأت أسهم شركة تايكو الدولية “Tyco International”، الأمر الذي أثار الذعر والخوف بين المستثمرين، وبدأت ملابسات الفضيحة تتبين وتظهر ما قام به كل من دنيس كوزلفسكي (Dennis Kozlowski) الرئيس التنفيذي للشركة والمدير المالي مارك سوارتز (Mark Swartz) بسرقة واختلاس ما يقرب من 600 مليون دولار أمريكي.
المحاكمات Tyco International
إن نتيجة ما قام به كل دنيس كوزلفسكي (Dennis Kozlowski) الرئيس التنفيذي للشركة والمدير المالي مارك سوارتز (Mark Swartz) هو أنهم تم توجيه اتهامات سرقة واختلاس لهم، ولكن المحاكمة الأولى تمكنوا من الهرب منها بسبب بعض الإجراءات الغير قانونية التي تم اتخاذها مما أدى على تبرئة هذين المذنبين وبطلان الاتهام الذي تم توجيهه إليهما وذلك في أبريل من عام 2004.
في يونيو من عام 2005، قامت هيئة المحلفين بتوجيه ما يقرب من 30 تهمة سرقة واحتيال واختلاس من شركة تايكو الدولية “Tyco International“، وكانت عقوبة هذه الاتهامات تصل إلى السجن المشدد لمدة 25 عاماً.
في مايو 2007، تم رفع دعوى قضائية جماعية من قبل مجموعة من المساهمين والمستثمرين في الشركة لاسترداد أموالهم وحصولهم على تعويضات بسبب عمليات الاختلاس والاحتيال، وهو ما وافقت عليه الشركة حيث دفعت ما يقرب من 3 مليار دولار أمريكي تعويضات للمساهمين والمستثمرين، كما تم تغريم المشرفين والمدققين في حسابات الشركات حوالي 225 دولار أمريكي.