رشح الرئيس السابق باراك أوباما جانيت يلين في 9 أكتوبر 2013 لتصبح رئيسة المجلس الاحتياطي الفيدرالي، وهي تعتبر خلف بن بيرنانكي وكان من المقرر لها أن تظل في مجلس الإدارة حتى 2024. تم تكليف يلين بالحفاظ على التعافي التدريجي للاقتصاد على المسار الصحيح، وقد وصف أوباما يلين، أول امرأة ترأس البنك المركزي، واحدة من أبرز الاقتصاديين وصانعي السياسات في البلاد والتي تشتهر بحسن تقديرها.
بدأت ولايتها الأولى في 1 فبراير 2014 وكان من المقرر لها أن تنتهي في بعد أربع سنوات في فبراير 2018، ولكن في نوفمبر 2017، قرر الرئيس السابق دونالد ترامب عدم منحها فترة ولاية ثانية وترشيح جيروم باول ليحل محلها. وصفها ترامب قائلا سيدة رائعة وقامت بعمل رائع، ولكن من المحتمل أن يضر دعمها للأنظمة المالية فرصها في الحصول على فترة ولاية ثانية.
في 20 نوفمبر 2017، أعلنت جانيت يلين استقالتها من رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي بمجرد أن قام جيروم باول بالقسم. كانت أول رئيس منذ 40 عام لا يستلم فترة ولاية ثانية. في 23 نوفمبر 2020، رشح الرئيس جو بايدن رئيسة الاحتياطي الفيدرالي السابقة جانيت يلين كوزيرة للخزانة، وأصبحت أول امرأة ترأس وزارة الخزانة بعد أن أكدها مجلس الشيوخ في 25 يناير 2021 وأدت القسم في 26 يناير 2021.
الخلفية والتاريخ
ولدت جانيت يلين لعائلة يهودية من الطبقة المتوسطة في بروكلين، نيويورك، في 13أغسطس 1946. كانت والدتها تعمل معلمة ووالدها كان يعمل طبيب، في النهاية أصبحت محررة لجريدة مدرسة Fort Hamilton الثانوية، والتي تخرجت منها كطالب متفوق. تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف في الاقتصاد من جامعة براون عام 1967 وواصلت دراستها للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة يال في 1971.
ثم عملت كأستاذ في العديد من الجامعات المرموقة، من ضمنهم هارفارد، كلية لندن للاقتصاد، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي. في عام 2004، أصبحت رئيسة والمديرة التنفيذية (الرئيس التنفيذي) للبنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، حيث كان لها الفضل في توقع أزمة الرهن العقاري بشكل أكثر دقة من أقرانها.
كانت يلين أيضا عضو في عدد من اللجان والمجالس الاقتصادية، من ضمنها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، المجلس الأمريكي للمستشاريين الاقتصاديين، والرابطة الاقتصادية الأمريكية. شغلت منصب محافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي بين عامي 1994 و1997 وكانت أيضا مستشارة لمكتب الميزانية في الكونغرس الأمريكي. كانت باحثة مشاركة في المعهد الوطني للبحوث الاقتصادية وكانت عضوا في مجلس إدارة المحيط الهادئ للسياسة الدولية. كما أنها تحمل أيضا زمالات للرابطة الدولية لأعمال الاقتصاد، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وGuggenheim.
قبل أن تشغل منصب الرئيس، كانت نائب الرئيس، وقد تم تعيينها في هذا المنصب لأربع سنوات مدة الولاية منذ 4 أكتوبر 2010، من قبل الرئيس السابق أوباما استخدمت يلين منصبها لتقنع بنك الاحتياطي الفيدرالي باستخدام هدف سنوي بنسبة 2% للنمو التضخمي. حث الديموقراطيون أوباما على تعيين يلين كرئيسة لوزير الخزانة السابق لاري سامرز بسبب سيرتها الذاتية التي لا تشوبها شائبة، تركيزها على البطالة، وسجلها القوي كمنظم للبنوك.
فلسفتها
مثل سابقيها كانت جانيت يلين مخلصة لسياسة dove (مستشار سياسة اقتصادية يدعم أسعار الفائدة المنخفضة). أغلب الأبحاث التي قدمتها كخبيرة اقتصاد أكاديمي ركزت على التوظيف. هي وزوجها، جورج أكيرلوف، كلاهما اقتصاديان Keynesian (نظرية اقتصادية عن الاقتصاد الكلي تبحث في إجمالي الإنفاق وتأثيره على الإنتاج، التوظيف، والتضخم) يعتقدان أن الأسواق الاقتصادية معيبة بشكل أساسي وتحتاج إلى تنظيم حكومي لتعمل بشكل صحيح. أنشأ كلاهما نماذج اقتصادية توضح كيف أن الشركات التي تسعى لتضخيم أرباحها ستدفع أكثر من أجور الحد الأدنى. كانت هذه النماذج بمثابة دحض للمحافظين مثل روبرت لوكاس، الذي افترض أن الأسعار والأجور المرنة ستسمح للاقتصاد بالعودة إلى شكلها الطبيعي بسهولة بعد تقلبات السوق. ساعدت هذه النماذج على تشكيل أساس فلسفة New Keynesian.
كانت أول ديموقراطية تصبح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي منذ ما يقرب من 30 سنة ولكنها شددت على أهمية أن يكون الاحتياطي الفيدرالي مستقلا عن العمليات السياسية ويظل غير تابع لأي حزب. كرئيسة، سعت لمحاكاة فلسفة James Tobin، خبير اقتصادي يؤمن أن الاقتصاد يمكن إنقاذه من الركود من خلال التدخل الحكومي. دعمت برنامج إعادة شراء السندات لبيرنانكي وواصلت حملته التحفيزية. أثناء فترة ولايتها، قامت أيضا بتضييق الأنظمة المالية والبنكية لتمنع الماضي من تكرير نفسه.
أثناء الفترة الأخيرة من ولايتها، أيدت جانيت يلين زيادة الأسعار التدريجية معتقدة أن الارتفاع الحاد في الأسعار بإمكانه أن يصيب الاقتصاد بصدمة معاكسة. في حين أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي لا يركز مباشرة على عائدات سوق الأسهم، فقد عاد مؤشر S&P 500 بنسبة 46% منذ أن أصبحت رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي في عام 2014، بمتوسط أكثر من 10% في السنة.
في حين أنه في نظر العامة، أتبعت جانيت يلين منهج بيرنانكي الحذر، باستخدام بيانات تم البحث عنها بدقة وبطريقة تكنوقراطية لتقليل الإعلانات المفاجئة أو الإصدارات الأخرى التي قد تعكر صفو السوق.
حصلت على جائزة Paul H. Douglas للأخلاقيات الحكومة في عام 2017. أثناء خطاب الموافقة الخاص بها، قالت إن على العامة إن يؤمنوا أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يتصرف فقط لمصلحته.